أدية
هي أم مرداس وقيل جدته أبو مرداس الحروري إما أن يكون تصغير أدوة وهي الخدعة هذا قول ابن الأعرابي وإما أن يكون تصغير أداة ويقال تآدى القوم تآديا وتعادوا تعاديا أي تتابعوا موتا وغنم أدية على فعيلة أي قليلة الأصمعي الأدية تقدير عدية من الإبل القليلة العدد أبو عمرو الاداء قوله أبو عمرو الاداء كذا في الأصل من غير ضبط لأوله وقوله وجمعه أيدية هكذا في الأصل أيضا ولعله محرف عن آدية بالمد مثل آنية الخو من الرمل وهو الواسع من الرمل وجمعه أيدية والإدة زماع الأمر واجتماعه قال الشاعر وباتوا جميعا سالمين وأمرهم على إدة حتى إذا الناس أصبحوا وأدى الشيء أوصله والاسم الأداء وهو آدى للأمانة منه بمد الألف والعامة قد لهجوا بالخطإ فقالوا فلان أدى للأمانة وهو لحن غير جائز قال أبو منصور ما علمت أحدا من النحويين أجاز آدى لأن أفعل في باب التعجب لا يكون إلا في الثلاثي ولا يقال أدى بالتخفيف بمعنى أدى بالتشديد ووجه الكلام أن يقال فلان أحسن أداء وأدى دينه تأدية أي قضاه والاسم الأداء ويقال تأديت إلى فلان من حقه إذا أديته وقضيته ويقال لا يتأدى عبد إلى الله من حقوقه كما يجب وتقول للرجل ما أدري كيف أتأدى إليك من حق ما أوليتني ويقال أدى فلان ما عليه أداء وتأدية وتأدى إليه الخبر أي انتهى ويقال استأداه مالا إذا صادره واستخرج منه وأما قوله عز وجل أن أدوا إلي عباد الله إني لكم رسول أمين فهو من قول موسى لذوي فرعون معناه سلموا إلي بني إسرائيل كما قال فأرسل معي بني إسرائيل أي أطلقهم من عذابك وقيل نصب عباد الله لأنه منادى مضاف ومعناه أدوا إلي ما أمركم الله به يا عباد الله فإني نذير لكم قال أبو منصور فيه وجه آخر وهو أن يكون أدوا إلي بمعنى استمعوا إلي كأنه يقول أدوا إلي سمعكم أبلغكم رسالة ربكم قال ويدل على هذا المعنى من كلام العرب قول أبي المثلم الهذلي سبعت رجالا فأهلكتهم فأد إلى بعضهم واقرض أراد بقوله أد إلى بعضهم أي استمع إلى بعض من سبعت لتسمع منه كأنه قال أد سمعك إليه وهو بإدائه أي بإزائه طائية
وإناء أدي صغير وسقاء أدي بين الصغير والكبير ومال أدي ومتاع أدي كلاهما قليل ورجل أدي ومتاع أدي كلاهما قليل ورجل أدي خفيف مشمر وقطع الله أديه أي يديه وثوب أدي ويدي إذا كان واسعا وأدى الشيء كثر وآداه ماله كثر عليه فغلبه قال إذا آداك مالك فامتهنه لجاديه وإن قرع المراح وآدى القوم وتآدوا كثروا بالموضع وأخصبوا تفسير إذ وإذا وإذن منونة قال الليث تقول العرب إذ لما مضى وإذا لما يستقبل الوقتين من الزمان قال وإذا جواب تأكيد للشرط ينون في الاتصال ويسكن في الوقف وقال غيره العرب تضع إذ للمستقبل وإذا للماضي قال الله عز وجل ولو ترى إذ فزعوا معناه ولو ترى إذ يفزعون يوم القيامة وقال الفراء إنما جاز ذلك لأنه كالواجب إذ كان لا يشك في مجيئه والوجه فيه إذا كما قال الله عز وجل إذا السماء انشقت وإذا الشمس كورت ويأتي إذا بمعنى إن الشرط كقولك أكرمك إذا أكرمتني معناه إن أكرمتني وأما إذ الموصولة بالأوقات فإن العرب تصلها في الكتابة بها في أوقات معدودة في حينئذ ويومئذ وليلتئذ وغداتئذ وعشيتئذ وساعتئذ وعامئذ ولم يقولوا الآنئذ لأن الآن أقرب ما يكون في الحال فلما لم يتحول هذا الاسم عن وقت الحال ولم يتباعد عن ساعتك التي أنت فيها لم يتمكن ولذلك نصبت في كل وجه ولما أرادوا أن يباعدوها ويحولوها من حال إلى حال ولم تنقد كقولك أن تقولوا قوله كقولك أن تقولوا إلخ كذا بالأصل وقوله أزمان الازمنة كذا به أيضا الآنئذ عكسوا ليعرف بها وقت ما تباعد من الحال فقالوا حينئذ وقالوا الآن لساعتك في التقريب وفي البعد حينئذ ونزل بمنزلتها الساعة وساعتئذ وصار في حدهما اليوم ويومئذ والحروف التي وصفنا على ميزان ذلك مخصوصة بتوقيت لم يخص به سائر أزمان الأزمنة نحو لقيته سنة خرج زيد ورأيته شهر تقدم الحجاج وكقوله في شهر يصطاد الغلام الدخلا فمن نصب شهرا فإنه يجعل الإضافة إلى هذا الكلام أجمع كما قالوا زمن الحجاج أمير قال الليث فإن كذا بياض بالأصل إذ بكلام يكون صلة أخرجتها من حد الإضافة وصارت الإضافة إلى قولك إذ تقول ولا تكون خبرا كقوله عشية إذ تقول ينولوني كما كانت في الأصل حيث جعلت تقول صلة أخرجتها من حد الإضافة قوله أخرجتها من حد الاضافة إلى قوله قال الفراء كذا بالأصل وصارت الإضافة إذ تقول جملة قال الفراء ومن العرب من يقول كان كذا وكذا وهو إذ صبي أي هو إذ ذاك صبي وقال أبو ذؤيب نهيتك عن طلابك أم عمرو بعافية وأنت إذ صحيح قال وقد جاء أوانئذ في كلام هذيل وأنشد دلفت لها أوانئذ بسهم نحيض لم تخونه الشروج قال ابن الأنباري في إذ وإذا إنما جاز للماضي أن يكون بمعنى المستقبل إذا وقع الماضي صلة لمبهم غير مؤقت فجرى مجرى قوله إن الذين كفروا ويصدون عن سبيل الله معناه إن الذين يكفرون ويصدون عن سبيل الله وكذلك قوله إلا الذين تابوا من قبل أن تقدروا عليهم معناه إلا الذين يتوبون قال ويقال لا تضرب إلا الذي ضربك إذا سلمت عليه فتجيء بإذا لأن الذي غير موقت فلو وقته فقال اضرب هذا الذي ضربك إذ سلمت عليه لم يجز إذا في هذا اللفظ لأن توقيت الذي أبطل أن يكون الماضي في معنى المستقبل وتقول العرب ما هلك امرؤ عرف قدره فإذا جاؤوا بإذا قالوا ما هلك إذا عرف قدره لأن الفعل حدث عن منكور يراد به الجنس كأن المتكلم يريد ما يهلك كل امرئ إذا عرف قدره ومتى عرف قدره ولو قال إذ عرف قدره لوجب توقيت الخبر عنه وأن يقال ما هلك امرؤ إذ عرف قدره ولذلك يقال قد كنت صابرا إذا ضربت وقد كنت صابرا إذ ضربت تذهب بإذا إلى ترديد الفعل تريد قد كنت صابرا كلما ضربت والذي يقول إذ ضربت يذهب إلى وقت واحد وإلى ضرب معلوم معروف وقال غيره إذا ولي فعلا أو اسما ليس فيه ألف ولام إن كان الفعل ماضيا أو حرفا متحركا فالذال منها ساكنة فإذا وليت اسما بالألف واللام جرت الذال كقولك إذ القوم كانوا نازلين بكاظمة وإذ الناس من عز بز وأما إذا فإنها إذا اتصلت باسم معرف بالألف واللام فإن ذالها تفتح إذا كان مستقبلا كقول الله عز وجل إذا الشمس كورت وإذا النجوم انكدرت لأن معناها إذا قال ابن الأنباري إذا السماء انشقت بفتح الذال وما أشبهها أي تنشق وكذلك ما أشبهها وإذا انكسرت الذال فمعناها إذ التي للماضي غير أن إذ توقع موقع إذا وإذا موقع إذ قال الليث في قوله تعالى ولو ترى إذ الظالمون في غمرات الموت معناه إذا الظالمون لأن هذا الأمر منتظر لم يقع قال أوس في إذا بمعنى إذ الحافظو الناس في تحوط إذا لم يرسلوا تحت عائذ ربعا أي إذ لم يرسلوا وقال على أثره وهبت الشامل البليل وإذ بات كميع الفتاة ملتفعا وقال آخر ثم جزاه الله عنا إذ جزى جنات عدن والعلالي العلا أراد إذا جزى وروى الفراء عن الكسائي أنه قال إذا منونة إذا خلت بالفعل الذي في أوله أحد حروف الاستقبال نصبته تقول من ذلك إذا أكرمك فإذا حلت بينها وبينه بحرف رفعت ونصبت فقلت فإذا لا أكرمك ولا أكرمك فمن رفع فبالحائل ومن نصب فعلى تقدير أن يكون مقدما كأنك قلت فلا إذا أكرمك وقد خلت بالفعل بلا مانع قال أبو العباس أحمد بن يحيى وهكذا يجوز أن يقرأ فإذا لا يؤتون الناس نقيرا بالرفع والنصب قال وإذا حلت بينها وبين الفعل باسم فارفعه تقول إذا أخوك يكرمك فإن جعلت مكان الاسم قسما نصبت فقلت إذا والله تنام فإن أدخلت اللام على الفعل مع القسم رفعت فقلت إذا والله لتندم قال سيبويه حكى بعض أصحاب الخليل عنه أن هي العاملة في باب إذا قال سيبويه والذي نذهب إليه ونحكيه عنه أن إذا نفسها الناصبة وذلك لأن إذا لما يستقبل لا غير في حال النصب فجعلها بمنزلة أن في العمل كما جعلت لكن نظيرة إن في العمل في الأسماء قال وكلا القولين حسن جميل وقال الزجاج العامل عندي النصب في سائر الأفعال أن إما أن تقع ظاهرة أو مضمرة قال أبو العباس يكتب كذى وكذى بالياء مثل زكى وخسى وقال المبرد كذا وكذا يكتب بالألف لأنه إذا أضيف قيل كذاك فأخبر ثعلب بقوله فقال فتى يكتب بالياء ويضاف فيقال فتاك والقراء أجمعوا على تفخيم ذا وهذه وذاك وذلك وكذا وكذلك لم يميلوا شيئا من ذلك والله أعلم
|
|