رحل
الرحل مركب للبعير والناقة وجمعه أرحل و رحال قال طرفة جازت البيد إلى أرحلنا آخر الليل بيعفور خدر و الرحالة نحوه كل ذلك من مراكب النساء وأنكر الأزهري ذلك قال الرحل في كلام العرب على وجوه قال شمر قال أبو عبيدة الرحل بجميع ربضه وحقبه وحلسه وجميع أغرضه قال ويقولون أيضا لأعواد الرحل بغير أداة رحل وأنشد كأن رحلي وأداة رحلي على حزاب كأتان الضحل قال الأزهري وهو كما قال أبو عبيدة وهو من مراكب الرجال دون النساء وأما الرحالة فهي أكبر من السرج وتغشى بالجلود وتكون للخيل والنجائب من الإبل ومنه قول الطرماح فتروا النجائب عندذ لك بالرحال وبالرحائل وقال عنترة فجعلها سرجا إذ لا أزال على رحالة سابح نهد مراكله نبيل المحزم قال الأزهري فقد صح أن الرحل و الرحالة من مراكب الرجال دون النساء و الرحل في غير هذا منزل الرجل ومسكنه وبيته ويقال دخلت على الرجل رحله أي منزله وفي حديث يزيد بن شجرة أنه خطب الناس في بعث كان هو قائدهم فحثهم على الجهاد وقال إنكم ترون ما أرى من أصفر وأحمر وفي الرحال ما فيها فاتقوا الله ولا تخزوا الحور العين يقول معكم من زهرة الدنيا وزخرفها ما يوجب عليكم ذكر نعمة الله عليكم واتقاء سخطه وأن تصدقوا العدو القتال وتجاهدوهم حق الجهاد فاتقوا الله ولا تركنوا إلى الدنيا وزخرفها ولا تولوا عن عدوكم إذا التقيتم ولا تخزوا الحور العين بأن لا تبلوا ولا تجتهدوا وأن تفشلوا عن العدو فيولين يعني الحور العين عنكم بخزاية واستحياء لكم وتفسير الخزاية في موضعه و الراحول الرحل وإنه لخصيب الرحل وانتهينا إلى رحالنا أي منازلنا و الرحل مسكن الرجل وما يصحبه من الأثاث وفي الحديث إذا ابتلت النعال فالصلاة في الرحال أي صلوا ركبانا والنعال هنا الحرار واحدها نعل وقال ابن الأثير فالصلاة في الرحال يعني الدور والمساكن والمنازل وهي جمع رحل وحكى سيبويه عن العرب وضعا رحالهما يعني رحلي الراحلتين فأجروا المنفصل من هذا الباب كالرحل مجرى غير المنفصل كقوله تعالى فاقطعوا أيديهما وكقوله تعالى فقد صغت قلوبكما وهذا في المنفصل قليل ولذلك ختم سيبويه به فصل ظهراهما مثل ظهور الترسين وقد كان يجب أن يقولوا وضعا أرحلهما لأن الاثنين أقرب إلى أدنى العدة ولكن كذا حكي عن العرب وأما فقد صغت قلوبكما فليس بحجة في هذا المكان لأن القلب ليس له أدنى عدد ولو كان له أدنى عدد لكان القياس أن يستعمل ههنا وقول خطام ظهراهما مثل ظهور الترسين من هذا أيضا إنما حكمه مثل أظهر الترسين لما قدمنا وهو الرحالة وجمعها رحائل قال ابن سيده و الرحالة في أشعار العرب السرج قال الأعشى ورجراجة تعشي النواظر ضخمة وشعث على أكتافهن الرحائل قال و الرحالة سرج من جلود ليس فيه خشب كانوا يتخذونه للركض الشديد والجمع الرحائل قال أبو ذؤيب تعدو به خوصاء يفصم جريها حلق الرحالة وهي رخو تمزع يقول تعدو فتزفر فتفصم حلق الحزام وأنشد الجوهري لعامر بن الطفيل ومقطع حلق الرحالة سابح باد نواجذه عن الأظراب وأنشد لعنترة إذ لا أزال على رحالة سابح نهد تعاوره الكماة مكلم وأنشد ابن بري لعميرة بن طارق بفتيان صدق فوق جرد كأنها طوالب عقبان عليها الرحائل قال وهو أكبر من السرج ويغشى بالجلود ويكون للخيل والنجائب وقال الجوهري و الرحل رحل البعير وهو أصغر من القتب وثلاثة أرحل والعرب تكني عن القذف للرجل بقولهم يا بن ملقى أرحل الركبان ابن سيده و رحل البعير يرحله رحلا فهو مرحول و رحيل و ارتحله جعل عليه الرحل و رحله رحلة شد عليه أداته قال الأعشى رحلت سمية غدوة أجمالها غضبى عليك فما تقول بدالها وقال المثقب العبدي إذا ما قمت أرحلها بليل تأوه آهة الرجل الحزينوفي الحديث أن النبي سجد فركبه الحسن فأبطأ في سجوده فلما فرغ سئل عنه فقال إن ابني ارتحلني فكرهت أن أعجله أي جعلني كالراحلة فركب على ظهري وإنه لحسن الرحلة أي الرحل للإبل أعني شدة لرحالها قال ورحلوها رحلة فيها رعن وفي حديث ابن مسعود إنما هو رحل أو سرج فرحل إلى بيت ا وسرج في سبيل الله يريد أن الإبل تركب في الحج والخيل في الجهاد الأزهري ويقال رحلت البعير أرحله رحلا إذا علوته شمر ارتحلت البعير إذا ركبته بقتب أو اعروريته قال الجعدي وما عصيت أميرا غير متهم عندي ولكن أمر المرء ما ارتحلا أي يرتحل الأمر يركبه قال شمر ولو أن رجلا صرع آخر وقعد على ظهره لقلت رأيته مرتحله و مرتحل البعير موضع رحله و ارتحل فلان فلانا إذا علا ظهره وركبه وفي بعض الحديث لتكفن عن شتمه أو لأرحلنك بسيفي أي لأعلونك يقال رحلته بما يكره أي ركبته وفي الحديث عند اقتراب الساعة تخرج نار من قعر عدن ترحل الناس رواه شعبة قال ومعنى ترحل أي ترحل معهم إذا رحلوا وتنزل معهم إذا نزلوا وتقيل إذا قالوا جاء به متصلا بالحديث قال شمر وقيل معنى ترحلهم أي تنزلهم المراحل وقيل تحملهم على الرحيل قال و الترحيل و الارحال بمعنى الإشخاص والإزعاج يقال رحل الرجل إذا سار و أرحلته أنا ورجل رحول وقوم رحل أي يرتحلون كثيرا ورجل رحال عالم بذلك مجيد له وإبل مرحلة عليها رحالها وهي أيضا التي وضعت عنها رحالها قال سوى ترحيل راحلة وعين أكالئها مخافة أن تناماو الرحول و الرحولة من الإبل التي تصلح أن ترحل وهي الراحلة تكون للذكر والأنثى فاعلة بمعنى مفعولة وقد يكون على النسب و أرحلها صاحبها راضها حتى صارت راحلة قال أبو زيد أرحل الرجل البعير وهو رجل مرحل وذلك إذا أخذ بعيرا صعبا فجعله راحلة وروي عن النبي أنه قال تجدون الناس بعدي كإبل مائة ليس فيها راحلة الراحلة من الإبل البعير القوي على الأسفار والأحمال وهي التي يختارها الرجل لمركبه و رحله على النجابة وتمام الخلق وحسن المنظر وإذا كانت في جماعة الإبل تبينت وعرفت يقول فالناس متساوون ليس لأحد منهم على أحد فضل في النسب ولكنهم أشباه كإبل مائة ليست فيها راحلة تتبين فيها وتتميز منها بالتمام وحسن المنظر قال الأزهري هذا تفسير ابن قتيبة وقد غلط في شيئين منه أحدهما أنه جعل الراحلة الناقة وليس الجمل عنده راحلة و الراحلة عند العرب كل بعير نجيب سواء كان ذكرا أو أنثى وليست الناقة أولى باسم الراحلة من الجمل تقول العرب للجمل إذا كان نجيبا راحلة وجمعه رواحل ودخول الهاء في الراحلة للمبالغة في الصفة كما يقال رجل داهية وباقعة وعلامة وقيل إنما سميت راحلة لأنها ترحل كما قال الله عز وجل في عيشة راضية أي مرضية و خلق من ماء دافق أي مدفوق وقيل سميت راحلة لأنها ذات رحل وكذلك عيشة راضية ذات رضا وماء دافق ذو دفق وأما قوله إن النبي أراد أن الناس متساوون في النسب ليس لأحد منهم فضل على الآخر ولكنهم أشباه كإبل مائة ليس فيها راحلة فليس المعنى ما ذهب إليه قال والذي عندي فيه أن الله تعالى ذم الدنيا وركون الخلق إليها وحذر عباده سوء مغبتها وزهدهم في اقتنائها وزخرفها وضرب لهم فيها الأمثال ليعوها ويعتبروا بها فقال عز وجل اعلموا أنما الحياة الدنيا لعب ولهو وزينة وتفاخر الآية وكان النبي يحذر أصحابه بما حذرهم الله تعالى من ذميم عواقبها وينهاهم عن التبقر فيها ويزهدهم فيما زهدهم الله فيه منها فرغب أكثر أصحابه بعده فيها وتشاحوا عليها وتنافسوا في اقتنائها حتى كان الزهد في النادر القليل منهم فقال النبي تجدون الناس بعدي كإبل مائة ليس فيها راحلة ولم يرد بهذا تساويهم في الشر ولكنه أراد أن الكامل في الخير والزهد في الدنيا مع رغبته في الآخرة والعمل لها قليل كما أن الراحلة النجيبة نادرة في الإبل الكثيرة قال وسمعت غير واحد من مشايخنا يقول إن زهاد أصحاب سيدنا رسولا لم يتتاموا عشرة مع وفور عددهم وكثرة خيرهم وسبقهم الأمة إلى ما يستوجبون به كريم المآب برحمة الله إياهم ورضوانه عنهم فكيف من بعدهم وقد شاهدوا التنزيل وعاينوا الرسول وكانوا مع الرغبة التي ظهرت منهم في الدنيا خير هذه الأمة التي وصفها الله عز وجل فقال كنتم خير أمة أخرجت للناس وواجب على من بعدهم الاستغفار لهم والترحم عليهم وأن يسألوا الله تعالى أن لا يجعل في قلوبهم غلا لهم ولا يذكروا أحدا منهم بما فيه منقصة لهم وا يرحمنا وإياهم ويتغمد زللنا بحلمه إنه هو الغفور الرحيم وقول دكين أصبحت قد صالحني عواذلي بعد الشقاق ومشت رواحلي قيل تركت جهلي وارعويت وأطعت عواذلي كما تطيع الراحلة زاجرها فتمشي وقول زهير وعري أفراس الصبا ورواحله استعاره للصبا يقول ذهبت قوة شبابي التي كانت تحملني كماتحمل الفرس و الراحلة صاحبهما ويقال للراحلة التي ريضت وأدبت قد أرحلت إرحالا وأمهرت إمهارا إذا جعلها الرائض مهرية و راحلة الجوهري الراحلة المركب من الإبل ذكرا كان أو أنثى و الرحال الطنافس الحيرية ومنه قول الأعشى ومصاب غادية كأن تجارها نشرت عليه برودها ورحالها و المرحل ضرب من برود اليمن سمي مرحلا لأن عليه تصاوير رحل ومرط مرحل إزار خز فيه علم وقال الأزهري سمي مرحلا لما عليه من تصاوير رحل وما ضاهاه قال الفرزدق عليهن راحولات كل قطيفة من الخز أو من قيصران علامهاقال الراحولات الرحل الموشي على فاعولات قال وقيصران ضرب من الثياب الموشية ومرط مرحل عليه تصاوير الرحال وفي الحديث أن رسولا خرج ذات يوم وعليه مرط مرحل الذي قد نقش فيه تصاوير الرحال وفي حديث عائشة وذكرت نساء الأنصار فقامت كل واحدة إلى مرطها المرحل ومنه الحديث كان يصلي وعليه من هذه المرحلات يعني المروط المرحلة وتجمع على المراحل وفي الحديث حتى يبني الناس بيوتا يوشونها وشي المراحل يعني تلك الثياب ويقال لذلك العمل الترحيل ويقال لها المراجل بالجيم أيضا ويقال لها الراحولات وناقة رحيلة و رحلة أي شديدة قوية على السير وكذلك جمل رحيل وبعير ذو رحلة أي قوة على السير الأزهري وبعير مرحل و رحيل إذا كان قويا وفي نوادر الأعراب ناقة رحيلة و رحيل و مرحلة و مسترحلة أي نجيبة وبعير مرحل إذا كان سمينا وإن لم يكن نجيبا وبعير ذو رحلة و رحلة إذا كان قويا على أن يرحل و ارتحل البعير رحلة سار فمضى ثم جرى ذلك في المنطق حتى قيل ارتحل القوم عن المكان ارتحالا و رحل عن المكان يرحل وهو راحل من قوم رحل انتقل قال رحلت من أقصى بلاد الرحل من قلل الشحر فجنبي موحل ورحل غيره قال الشاعر لا يرحل الشيب عن دار يحل بها حتى يرحل عنها صاحب الدار ويروى عامر الدار و الترحلو الارتحال الانتقال وهو الرحلة و الرحلة و الرحلة اسم للارتحال للمسير يقال دنت رحلتنا و رحل فلان و ارتحل و ترحل بمعنى وفي الحديث في نجابة ولا رحلة الرحلة بالضم القوة والجودة أيضا ويروى بالكسر بمعنى الارتحال وحكى اللحياني إنه لذو رحلة إلى الملوك ورحلة وقال بعضهم الرحلة الارتحال و الرحلة بالضم الوجه الذي تأخذ فيه وتريده تقول أنتم رحلتي أي الذي أرتحل إليهم و أرحلت الإبل سمنت بعد هزال فأطاقت الرحلة و راحلت فلانا إذا عاونته على رحلته و أرحلته إذا أعطيته راحلة و رحلته بالتشديد إذا أظعنته من مكان وأرسلته ورجل مرحل أي له رواحل كثيرة كما يقال معرب إذا كان له خيل عراب عن أبي عبيد وإذا عجل الرجل إلى صاحبه بالشر قيل استقدمت رحالتك وأما قول امرىء القيس فإما تريني في رحالة جابر على حرج كالقر تخفق أكفاني فيقال إنما أراد به الحرج وليس ثم رحالة في الحقيقة هذا كما يقال جاء فلان على ناقة الحذاء يعنون النعل وجابر اسم رجل نجار ابن سيده الرحلة السفرة الواحدة و الرحيل اسم ارتحال القوم للمسير قال أما الرحيل فدون بعد غد فمتى تقول الدار تجمعنا و الرحيل القوي على الارتحال والسير والأنثى رحيلة وفي حديث النابغة الجعدي أن ابن الزبير أمر له براحلة رحيل قال المبرد راحلة رحيل أي قوي على الرحلة كما يقال فحل فحيل ذو فحلة وجمل رحيل وناقة رحيلة بمعنى النجيب والظهير قال ولم تثبت الهاء في رحيل لأن الراحلة تقع على الذكر و المرتحل نقيض المحل وأنشد قول الأعشى إن محلا وإن مرتحلا يريد إن ارتحالا وإن حلولا قال وقد يكون المرتحل اسم الموضع الذي يحل فيه قال و الترحل ارتحال في مهلة ويفسر قول زهير ومن لا يزل يسترحل الناس نفسه ولا يعفها يوما من الذل يندم تفسيرين أحدهما أنه يذل لهم حتى يركبوه بالأذى ويستذلوه والثاني أنه يسألهم أن يحملوا عنه كله وثقله ومؤنته ومن قال هذا القول روى البيت ولا يعفها يوما من الناس يسأم قال ذلك كله ابن السكيت في كتابه في المعاني وغيره الجوهري و استرحله أي سأله أن يرحل له و رحل الرجل منزله ومسكنه والجمع أرحل وفي حديث عمر قال يا رسولا حولت رحلي البارحة كنى برحله عن زوجته أراد به غشيانها في قبلها من جهة ظهرها لأن المجامع يعلو المرأة ويركبها مما يلي وجهها فحيث ركبها من جهة ظهرها كنى عنه بتحويل رحله إما أن يريد به المنزل والمأوى وإما أن يريد به الرحل الذي تركب عليه الإبل وهو الكور وشاة رحلاء سوداء بيضاء موضع مركب الراكب من مآخير كتفيها وإن ابيضت واسود ظهرها فهي أيضا رحلاء الأزهري فإن ابيضت إحدى رجليها فهي رجلاء وقال أبو الغوث الرحلاء من الشياه التي ابيض ظهرها واسود سائرها قال وكذلك إذا اسود ظهرها وابيض سائرها قال ومن الخيل التي ابيض ظهرها لا غير وفرس أرحل أبيض الظهر ولم يصل البياض إلى البطن ولا إلى العجز ولا إلى العنق وإن كان أبيض الظهر فهو آزر و ترحله ركبه بمكروه الأزهري يقال إن فلانا يرحل فلانا بما يكره أي يركبه ويقال رحلت له نفسي إذا صبرت على أذاه و الرحيل منزل بين مكة والبصرة و راحيل اسم أم يوسف على نبينا وعليه الصلاة والسلام و رحلة هضبة معروفة زعم ذلك يعقوب وأنشد ترادى على دمن الحياض فإن تعف فإن المندى رحلة فركوب قال وركوب هضبة أيضا ورواية سيبويه رحلة فركوب أي أن يشد رحلهافتركب و المرحلة واحدة المراحل يقال بيني وبين كذا مرحلة أو مرحلتان و المرحلة المنزلة يرتحل منها وما بين المنزلين مرحلة والله أعلم رحم الرحمة الرقة والتعطف والمرحمة مثله وقد رحمته وترحمت عليه وتراحم القوم رحم بعضهم بعضا والرحمة المغفرة وقوله تعالى في وصف القرآن هدى ورحمة لقوم يؤمنون أي فصلناه هاديا وذا رحمة وقوله تعالى ورحمة للذين آمنوا منكم أي هو رحمة لأنه كان سبب إيمانهم رحمه رحما ورحما ورحمة ورحمة حكى الأخيرة سيبويه ومرحمة وقال الله عز وجل وتواصوا بالصبر وتواصوا بالمرحمة أي أوصى بعضهم بعضا برحمة الضعيف والتعطف عليه وترحمت عليه أي قلت رحمة الله عليه وقوله تعالى إن رحمت الله قريب من المحسنين فإنما ذكر على النسب وكأنه اكتفى بذكر الرحمة عن الهاء وقيل إنما ذلك لأنه تأنيث غير حقيقي والاسم الرحمى قال الأزهري التاء في قوله إن رحمت أصلها هاء وإن كتبت تاء الأزهري قال عكرمة في قوله ابتغاء رحمة من ربك ترجوها أي رزق ولئن أذقناه رحمة ثم نزعناها منه أي رزقا وما أرسلناك إلا رحمة أي عطفا وصنعا وإذا أذقنا الناس رحمة من بعد ضراء أي حيا وخصبا بعد مجاعة وأراد بالناس الكافرين والرحموت من الرحمة وفي المثل رهبوت خير من رحموت أي لأن ترهب خير من أن ترحم لم يستعمل على هذه الصيغة إلا مزوجا وترحم عليه دعا له بالرحمة واسترحمه سأله الرحمة ورجل مرحوم ومرحم شدد للمبالغة وقوله تعالى وأدخلناه في رحمتنا قال ابن جني هذا مجاز وفيه من الأوصاف ثلاثة السعة والتشبيه والتوكيد أما السعة فلأنه كأنه زاد في أسماء الجهات والمحال اسم هو الرحمة وأما التشبيه فلأنه شبه الرحمة وإن لم يصح الدخول فيها بما يجوز الدخول فيه فلذلك وضعها موضعه وأما التوكيد فلأنه أخبر عن العرض بما يخبر به عن الجوهر وهذا تغال بالعرض وتفخيم منه إذا صير إلى حيز ما يشاهد ويلمس ويعاين ألا ترى إلى قول بعضهم في الترغيب في الجميل ولو رأيتم المعروف رجلا لرأيتموه حسنا جميلا كقول الشاعر ولم أر كالمعروف أما مذاقه فحلو وأما وجهه فجميل فجعل له مذاقا وجوهرا وهذا إنما يكون في الجواهر وإنما يرغب فيه وينبه عليه ويعظم من قدره بأن يصوره في النفس على أشرف أحواله وأنوه صفاته وذلك بأن يتخير شخصا مجسما لا عرضا متوهما وقوله تعالى والله يختص برحمته من يشاء معناه يختص بنبوته من يشاء ممن أخبر عز وجل أنه مصطفى مختار والله الرحمن الرحيم بنيت الصفة الأولى على فعلان لأن معناه الكثرة وذلك لأن رحمته وسعت كل شيء وهو أرحم الراحمين فأما الرحيم فإنما ذكر بعد الرحمن لأن الرحمن مقصور على الله عز وجل والرحيم قد يكون لغيره قال الفارسي إنما قيل بسم الله الرحمن الرحيم فجيء بالرحيم بعد استغراق الرحمن معنى الرحمة لتخصيص المؤمنين به في قوله تعالى وكان بالمؤمنين رحيما كما قال اقرأ باسم ربك الذي خلق ثم قال خلق الإنسان من علق فخص بعد أن عم لما في الإنسان من وجوه الصناعة ووجوه الحكمة ونحوه كثير قال الزجاج الرحمن اسم من أسماء الله عز وجل مذكور في الكتب الأول ولم يكونوا يعرفونه من أسماء الله قال أبو الحسن أراه يعني أصحاب الكتب الأول ومعناه عند أهل اللغة ذو الرحمة التي لا غاية بعدها في الرحمة لأن فعلان بناء من أبنية المبالغة ورحيم فعيل بمعنى فاعل كما قالوا سميع بمعنى سامع وقدير بمعنى قادر وكذلك رجل رحوم وامرأة رحوم قال الأزهري ولا يجوز أن يقال رحمن إلا الله عز وجل وفعلان من أبنية ما يبالع في وصفه فالرحمن الذي وسعت رحمته كل شيء فلا يجوز أن يقال رحمن لغير الله وحكى الأزهري عن أبي العباس في قوله الرحمن الرحيم جمع بينهما لأن الرحمن عبراني والرحيم عربي وأنشد لجرير لن تدركوا المجد أو تشروا عباءكم بالخز أو تجعلوا الينبوت ضمرانا أو تتركون إلى القسين هجرتكم ومسحكم صلبهم رحمان قربانا وقال ابن عباس هما اسمان رقيقان أحدهما أرق من الآخر فالرحمن الرقيق والرحيم العاطف على خلقه بالرزق وقال الحسن الرحمن اسم ممتنع لا يسمى غير الله به وقد يقال رجل رحيم الجوهري الرحمن والرحيم اسمان مشتقان من الرحمة ونظيرهما في اللة نديم وندمان وهما بمعنى ويجوز تكرير الاسمين إذا اختلف اشتقاقهما على جهة التوكيد كما يقال فلان جاد مجد إلا أن الرحمن اسم مختص لله تعالى لا يجوز أن يسمى به غيره ولا يوصف ألا ترى أنه قال قل ادعوا الله أو ادعوا الرحمن فعادل به الاسم الذي لا يشركه فيه غيره وهما من أبنية المبالغة ورحمن أبلغ من رحيم والرحيم يوصف به غير الله تعالى فيقال رجل رحيم ولا يقال رحمن وكان مسيلمة الكذاب يقال له رحمان اليمامة والرحيم قد يكون بمعنى المرحوم قال عملس بن عقيل فأما إذا عضت بك الحرب عضة فإنك معطوف عليك رحيم والرحمة في بني آدم عند العرب رقة القلب وعطفه ورحمة الله عطفه وإحسانه ورزقه والرحم بالضم الرحمة وما أقرب رحم فلان إذا كان ذا مرحمة وبر أي ما أرحمه وأبره وفي التنزيل وأقرب رحما وقرئت رحما الأزهري يقول أبر بالوالدين من القتيل الذي قتله
الخضر وكان الأبوان مسلمين والابن كافرا فولو لهما بعد بنت فولدت نبيا وأنشد الليث أحنى وأرحم من أم بواحدها رحما وأشجع من ذي لبدة ضاري وقال أبو إسحق في قوله وأقرب رحما أي أقرب عطفا وأمس بالقرابة والرحم والرحم في اللغة العطف والرحمة وأنشد فلا ومنزل الفرقا ن مالك عندها ظلم وكيف بظلم جارية ومنها اللين والرحم وقال العجاج ولم تعوج رحم من تعوجا وقال رؤبة يا منزل الرحم على إدريس وقرأ أبو عمرو بن العلاء وأقرب رحما وبالتثقيل واحتج بقول زهير يمدح هرم بن سنان ومن ضريبته التقوى ويعصمه من سيء العثرات الله والرحم في ديوان زهير الرحم أي صلة القرابة بدل الرحم وهو مثل عسر وعسر وأم رحم وأم الرحم مكة وفي حديث مكة هي أم رحم أي أصل الرحمة والمرحومة من أسماء مدينة سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم يذهبون بذلك إلى مؤمني أهلها وسمى الله الغيث رحمة لأنه برحمته ينزل من السماء وقوله تعالى حكاية عن ذي القرنين هذا رحمة من ربي أراد هذا التمكين الذي قال ما مكني فيه ربي خير أراد وهذا التمكين الذي آتاني الله حتى أحكمت السد رحمة من ربي والرحم رحيم الأنثى وهي مؤنثة قال ابن بري شاهد تأنيث الرحم قولهم رحم معقومة وقول ابن الرقاع حرف تشذر عن ريان منغمس مستحقب رزأته رحمها الجملا ابن سيده الرحم والرحم بيت منبت الولد ووعاؤه في البطن قال عبيد أعاقر كذات رحم أم غانم كمن يخيب قال كان ينبغي أن يعادل بقوله ذات رحم نقيضتها فيقول أغير ذات رحم كذات رحم قال وهكذا أراد لا محالة ولكنه جاء بالبيت على المسألة وذلك أنها لما لم تكن العاقر ولودا صارت وإن كانت ذات رحم كأنها لا رحم لها فكأنه قال أغير ذات رحم كذات رحم والجمع أرحام لا يكسر على غير ذلك وامرأة رحوم إذا اشتكت بعد الولادة رحمها ولم يقيده في المحكم بالولادة ابن الأعرابي الرحم خروج الرحم من علة والجمع رحم قوله والجمع رحم أي جمع الرحوم وقد صرح به شارح القاموس وغيره وقد رحمت رحما ورحمت رحما وكذلك العنز وكل ذات رحم ترحم وناقة رحوم كذلك وقال اللحياني هي التي تشتكي رحمها بعد الولادة فتموت وقد رحمت رحامة ورحمت رحما وهي رحمة وقيل هو داء يأخذها في رحمها فلا تقبل اللقاح وقال اللحياني الرحام أن تلد الشاة ثم لا يسقط سلاها وشاة راحم وارمة الرحم وعنز راحم ويقال أعيا من يد في رحم يعني الصبي قال ابن سيده هذا تفسير ثعلب والرحم أسباب القرابة وأصلها الرحم التي هي منبت الولد وهي الرحم الجوهري الرحم القرابة والرحم بالكسر مثله قال الأعشى إما لطالب نعمة يممتها ووصال رحم قد بردت بلالها قال ابن بري ومثله لقيل بن عمرو بن الهجيم وذي نسب ناء بعيد وصلته وذي رحم بللتها ببلاها قال وبهذا البيت سمي بليلا وأنشد ابن سيده خذوا حذركم يا آل عكرم واذكروا أواصرنا والرحم بالغيب تذكر وذهب سيبويه إلى أن هذا مطرد في كل ما كان ثانيه من حروف الحلق بكرية والجمع منهما أرحام وفي الحديث من ملك ذا رحم محرم فهو حر قال ابن الأثير ذوو الرحم هم الأقارب ويقع على كل من يجمع بينك وبينه نسب ويطلق في الفرائض على الأقارب من جهة النساء يقال ذو رحم محرم ومحرم وهو من لا يحل نكاحه كالأم والبنت والأخت والعمة والخالة والذي ذهب إليه أكثر العلماء من الصحابة والتابعين وأبو خنيفة وأصحابه وأحمد أن من ملك ذا رحم محرم عتق عليه ذكرا كان أو أنثى قال وذهب الشافعي وغيره من الأئمة والصحابة والتابعين إلى أنه يعتق عليه الأولاد والآباء والأمهات ولا يعتق عليه غيرهم من ذوي قرابته وذهب مالك إلى أنه يعتق عليه الولد والوالدان والإخوة ولا يعتق غيرهم وفي الحديث ثلاث ينقص بهن العبد في الدنيا ويدرك بهن في الآخرة ما هو أعظم من ذلك الرحم والحياء وعي اللسان الرحم بالضم الرحمة يقال رحم رحما ويريد بالنقصان ما ينال المرء بقسوة القلب ووقاحة الوجه وبسطة اللسان التي هي أضداد تلك الخصال من الزيادة في الدنيا وقالوا جزاك الله خيرا والرحم والرحم بالرفع والنصب وجزاك الله شرا والقطيعة بالنصب لا غير وفي الحديث إن الرحم شجنة معلقة بالعرش تقول اللهم صل من وصلني واقطع من قطعني الأزهري الرحم القرابة تجمع بني أب وبينهما رحم أي قرابة قريبة وقوله عز وجل واتقوا الله الذي تساءلون به والأرحام من نصب أراد واتقوا الأرحام أن تقطعوها ومن خفض أراد تساءلون به وبالأرحام وهو قولك نشدتك بالله وبالرحم ورحم السقاء رحما فهو رحم ضيعه أهله بعد عينته فلم يدهنوه حتى فسد فلم يلزم الماء والرحوم الناقة التي تشتكي رحمها بعد النتاج وقد رحمت بالضم رحامة ورحمت بالكسر رحما ومرحوم ورحيم اسمان
|
|