فوت
الفوت الفوات فاتني كذا أي سبقني وفته أنا وقال أعرابي الحمد لله الذي لا يفات ولا يلات وفاتني الأمر فوتا وفواتا ذهب عني وفاته الشيء وأفاته إياه غيره وقول أبي ذؤيب إذا أرن عليها طاردا نزقت والفوت إن فات هادي الصدر والكتد يقول إن فاتته لم تفته إلا بقدر صدرها ومنكبها فالفوت في معنى الفائت وليس عنده فوت ولا فوات عن اللحياني وتفوت الشيء وتفاوت تفاوتا وتفاوتا وتفاوتا حكاهما ابن السكيت وفي التنزيل العزيز ما ترى في خلق الرحمن من تفاوت المعنى ما ترى في خلقه تعالى السماء اختلافا ولا اضطرابا وقد قال سيبويه ليس في المصادر تفاعل ولا تفاعل وتفاوت الشيئان أي تباعد ما بينهما تفاوتا بضم الواو وقال الكلابيون في مصدره تفاوتا ففتحوا الواو وقال العنبري تفاوتا بكسر الواو وهو على غير قياس لأن المصدر من تفاعل يتفاعل تفاعل مضموم العين إلا ما روي من هذا الحرف الليث فات يفوت فوتا فهو فائت كما يقولون بون بائن وبينهم تفاوت وتفوت وقرئ ما ترى في خلق الرحمن من تفاوت وتفوت فالأولى قراءة أبي عمرو قال قتادة المعنى من اختلاف وقال السدي من تفوت من عيب فيقول الناظر لو كان كذا وكذا كان أحسن وقال الفراء هما بمعنى واحد وبينهما فوت فائت كما يقال بون بائن وهذا الأمر لا يفتات أي لا يفوت وافتات عليه في الأمر حكم وكل من أحدث دونك شيئا فقد فاتك به وافتات عليك فيه قال معن بن أوس يعاتب امرأته فإن الصبح منتظر قريب وإنك بالملامة لن تفاتي أي لا أفوتك ولا يفوتك ملامي إذا أصبحت فدعيني ونومي إلى أن نصبح وفلان لا يفتات عليه أي لا يعمل شيء دون أمره وزوجت عائشة ابنة أخيها عبد الرحمن بن أبي بكر وهو غائب من المنذر بن الزبير فلما رجع من غيبته قال أمثلي يفتات عليه في أمر بناته أي يفعل في شأنهن شيء بغير أمره نقم عليها نكاحها ابنته دونه ويقال لكل من أحدث شيئا في أمرك دونك قد افتات عليك فيه وروى الأصمعي بيت ابن مقبل يا حر أمسيت شيخا قد وهى بصري وافتيت ما دون يوم البعث من عمري قال الأصمعي هو من الفوت قال والافتيات الفراغ يقال افتات بأمره أي مضى عليه ولم يستشر أحدا لم يهمزه الأصمعي وروي عن ابن شميل وابن السكيت افتأت فلان بأمره بالهمز إذا استبد به قال الأزهري قد صح الهمز عنهما في هذا الحرف وما علمت الهمز فيه أصليا وقد ذكرته في الهمز أيضا الجوهري الافتيات افتعال من الفوت وهو السبق إلى الشيء دون ائتمار من يؤتمر تقول افتات عليه بأمر كذا أي فاته به وتفوت عليه في ماله أي فاته به وقوله في الحديث إن رجلا تفوت على أبيه في ماله فأتى أبوه النبي صلى الله عليه وسلم فذكر له ذلك فقال اردد على ابنك ماله فإنما هو سهم من كنانتك قوله تفوت مأخوذ من الفوت تفعل منه ومعناه أن الابن لم يستشر أباه ولم يستأذنه في هبة مال نفسه فأتى الأب رسول الله صلى الله عليه وسلم فأخبره فقال ارتجعه من الموهوب له واردده على ابنك فإنه وما في يده تحت يدك وفي ملكتك فليس له أن يستبد بأمر دونك فضرب كونه سهما من كنانته مثلا لكونه بعض كسبه وأعلمه أنه ليس للابن أن يفتات على أبيه بماله وهو من الفوت السبق تقول تفوت فلان على فلان في كذا وافتات عليه إذا انفرد برأيه دونه في التصرف فيه ولما ضمن معنى التغلب عدي بعلى ورجل فويت منفرد برأيه وكذلك الأنثى وزعموا أن رجلا خرج من أهله فلما رجع قالت له امرأته لو شهدتنا لأخبرناك وحدثناك بما كان فقال لها لن تفاتي فهاتي والفوت الخلل والفرجة بين الأصابع والجمع أفوات وهو مني فوت اليد أي قدر ما يفوت يدي حكاها سيبويه في الظروف المخصوصة وقال أعرابي لصاحبه ادن دونك فلما أبطأ قال له جعل الله رزقك فوت فمك أي تنظر إليه قدر ما يفوت فمك ولا تقدر عليه وتقول هو مني فوت الرمح أي حيث لا يبلغه وموت الفوات موت الفجأة وفي حديث أبي هريرة قال مر النبي صلى الله عليه وسلم تحت جدار مائل فأسرع المشي فقيل يا رسول الله أسرعت المشي فقال إني أكره موت الفوات يعني موت الفجاءة وفي رواية أخاف موت الفوات هو من قولك فاتني فلان بكذا أي سبقني به ابن الأعرابي يقال لموت الفجأة الموت الأبيض والجارف واللافت والفاتل وهو الموت الفوات والفوات وهو أخذة الأسف وهو الوحي ويقال مات فلان موت الفوات أي فوجئ
|
|